ضرب زلزال قوي نادر، المغرب أدى إلى مقتل وإصابة المئات، وإلحاق أضرار بالمباني الممتدة من قرى جبال الأطلس إلى مدينة مراكش التاريخية، وأعاد إلى الأذهان الدمار الذي شهدته تركيا وسوريا في فبراير 2023 نتيجة زلزال مماثل، ويوضع المقال الحقيقة وراء حدوث زلزال المغرب المدمر.
سبب حدوث الزلزال:
وأوضح العديد من أساتذة الجيولوجيا والبيئة والتغير المناخي أسباب زلزال المغرب:
الزلزال الذي وقع في ولاية الحوز هو زلزال تكتوني ناتج عن حركة الصفيحة الإفريقية ضد الصفيحة الأوراسية.
وتتحرك هاتان الصفيحتان عادة في مواجهة بعضهما البعض على أطراف البحر الأبيض المتوسط في الشمال والجنوب.
وكانت الحركة أكثر نحو الشمال الغربي نحو المغرب، وهناك صدوع في اتجاه مراكش ومنطقة الحوز الكبرى التي يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة.
وهناك صدع شمالي غربي وهو نوع من الصدع العكسي، ويوجد صدع آخر في الشرق.
حدثت الحركة على صدع منحدر شديد الانحدار يضرب الشمال الغربي أو صدع منحدر أقل عمقا يضرب الشرق.
وقد تم أيضًا تقدير منطقة ضغط الصدع بـ 30 كم في 20 كم، وتحدث العديد من صدوع الانزلاق والدفع بين الشرق والغرب والشمال الشرقي والجنوب الغربي في الأطلس الكبير.
وتجمعت الطاقة في هذه المنطقة، وهي منطقة تكتونية غير نشطة، لكن تم تسجيل زلازل في عامي 1960 و2004 بالقرب منها.
يقع هذا الموقع بين السلاسل السفلية والعليا لجبال الأطلس، وهي أرض مسطحة، ولا يتوقع عادة حدوث زلازل فيها.
وتجمعت الطاقة الكامنة على ألمع هذه الصدوع الكبيرة وتحركت مسببة هذا الزلزال المفاجئ.
وترتبط معظم الزلازل التي تشهدها المغرب بالحركة عند حدود تلك الصفائح، مع وجود أكبر خطر زلزالي في شمال البلاد بالقرب من الحدود.
ووقع زلزال كبير بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، ثم زلزال آخر بقوة أقل من 5 درجات.
ومن غير المتوقع حدوث زلزال كبير آخر بسبب انخفاض قوة الزلزال.
قوة الزلزال:
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن قوة الزلزال بلغت 6.8 درجة عندما وقع الساعة 11:11 مساء بالتوقيت المحلي (22:11 بتوقيت جرينتش)، مع هزة استمرت عدة ثوان.
وذكرت الوكالة الأمريكية أن هزة ارتدادية بقوة 4.9 درجة حدثت بعد 19 دقيقة.
وكان مركز الزلزال بالقرب من بلدة إغيل في إقليم الحوز، على بعد حوالي 70 كيلومترا (43.5 ميلا) جنوب مراكش.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن مركز الزلزال كان على عمق 18 كيلومترا (11 ميلا) تحت سطح الأرض، فيما حددت وكالة الزلازل المغربية مركزه على عمق 8 كيلومترات (5 أميال). وفي كلتا الحالتين، فإن مثل هذه الزلازل السطحية أكثر خطورة.
أعداد الضحايا الناتجة من الزلزال:
أفاد التلفزيون الرسمي، نقلا عن بيان لوزارة الداخلية، أن عدد ضحايا زلزال المغرب ارتفع إلى 2012 شخصا.
وأضاف أن عدد المصابين ارتفع إلى 2059 بينهم 1404 في حالة حرجة.
وقال بيان وزارة الداخلية: “في حصيلة جديدة ومؤقتة حتى الساعة العاشرة مساء بتوقيت المغرب، لكن بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الزلزال 2012 شخصا، وعدد المصابين 2059، حالة 1404 منهم خطرة”.
وتابع البيان: “وفي هذا السياق، بلغ عدد الوفيات 1293 بإقليم الحوز، و452 بإقليم تارودانت، و41 بإقليم ورزازات، و15 بعمالة مراكش، لكن لم تسجل أي حالة وفاة جديدة بكلاً من وعمالات شيشاوة وأزيلال وأكادير إيدوتانان والدار البيضاء الكبرى واليوسفية.
وأضاف: “تواصل السلطات العامة جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى ورعاية الضحايا المصابين وحشد كافة الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه المأساة الأليمة”.
أخطر الزلازل التي حدثت في العالم:
زلزال روسيا 1952:
أدى الزلزال الذي ضرب أقصى شرق روسيا في 5 نوفمبر 1952 إلى اختفاء مدينة سيفيرو كوريلسك من الوجود،
وسجل الزلزال القوي 9 درجات على مقياس ريختر، أعقبته أمواج تسونامي بارتفاع 15 مترا دمرت كل ما وقف في طريقها.
وهدد الزلزال بمساحات واسعة من الدمار امتدت بين شبه جزيرة كرونوتسكي وجزر الكوريل، وأدى الزلزال إلى تدمير مدينة سفيرو-كوريلسك بالكامل، حيث سوت أمواج تسونامي المباني والمنازل بالأرض، وقدرت البيانات الروسية حجم الدمار وبلغ عدد ضحايا الزلزال أكثر من 2300 قتيل، فيما قال خبراء غربيون إن الضحايا بلغوا ثمانية آلاف قتيل.
وامتنعت الصحف الروسية حينها عن كتابة أي سطر عن الدمار الذي لحق بقرية سيفيرو كوريلسك، ما يجعل من الصعب تقدير الخسائر المالية، ورغم بعد جزيرة هاواي عن مركز الزلزال، إلا أن الدمار وصل إليها بسبب موجات تسونامي، وقدرت الأضرار في الممتلكات بنحو مليون دولار.
زلزال اليابان 2011:
ووقع الزلزال في 11 مارس 2011، وضرب الساحل الشرقي لجزيرة هونشو -أكبر جزيرة في اليابان- بقوة 9.1 درجة على مقياس ريختر. كما أعقبتها أمواج تسونامي هائلة وصل ارتفاعها إلى 20 مترًا، وأودت بحياة نحو 29 ألف شخص، وإنه أقوى زلزال شهدته اليابان على الإطلاق.
وتواصلت الهزات الارتدادية في ضرب جزيرة هونشو، ووقعت أكثر من 50 هزة، بلغت قوة ثلاث منها 7 درجات على مقياس ريختر.
وقدرت الخسائر الاقتصادية بما بين 200 و300 مليار دولار، كما أثارت مخاوف كبيرة لأنها ألحقت أضرارا ببعض المفاعلات النووية اليابانية.
زلزال إندونيسيا 2004:
ويسميه البعض زلزال وتسونامي المحيط الهندي، وقد حدث في 26 ديسمبر 2004، وبلغت قوته 9.1 درجة على
مقياس ريختر، وكان مركزه على الساحل الغربي مقابل جزيرة سومطرة الإندونيسية.
وتسبب الزلزال في حدوث أمواج تسونامي مدمرة وصل ارتفاعها إلى أكثر من 30 مترًا، وأودت بحياة 220 ألف شخص
في أربعة عشر دولة. ويعد زلزال إندونيسيا أحد أكثر الكوارث الطبيعية فتكاً المسجلة في التاريخ، وكانت إندونيسيا
الدولة الأكثر تضرراً، تليها سريلانكا والهند وتايلاند، وقدرت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الزلزال بنحو عشرة مليارات دولار خسائر مباشرة.
زلزال أمريكا 1964:
في 27 مارس 1964، ضرب هذا الزلزال الضخم ولاية ألاسكا الأمريكية وبلغت قوته 9.1 على مقياس ريختر، وتسببت في أمواج تسونامي وصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أمتار، وتسببت في مقتل 139 شخصا، لأنها ضربت منطقة نائية وقليلة السكان بالقرب من جزر ألوشيان.
والمخيف في زلزال ألاسكا أنه استمر حوالي 4.5 دقيقة، وهي مدة طويلة بالنسبة للزلازل، وأدى ذلك إلى خسائر
اقتصادية ضخمة تقدر بما بين 300 و400 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 2.4 إلى 3.1 مليار دولار في عام 2022.
زلزال تشيلي العظيم:
زلزال تشيلي الكبير عام 1960 هو أقوى زلزال تم تسجيله في القرن العشرين. وقع الزلزال قبالة ساحل جنوب تشيلي
في 22 مايو 1960، وتسبب في أضرار جسيمة وخسائر في الأرواح.
وسجلت قوة الزلزال 9.5 درجة على مقياس ريختر، وصاحبته هزات ارتدادية عديدة وصلت قوة بعضها إلى 7.2 درجة
على مقياس ريختر، وعدد القتلى جراء الزلزال غير مؤكد، وتشير بعض المصادر إلى أن عدد القتلى يتراوح بين ألف
وستة آلاف شخص.
كان زلزال تشيلي الكبير قوياً لدرجة أن تداعياته أثرت على هاواي واليابان والفلبين وجنوب شرق أستراليا وألاسكا.
وأدى الزلزال إلى حدوث أمواج تسونامي هائلة، وتسببت الأمواج في مقتل 61 شخصا في خليج هيلو بجزيرة هاواي
الرئيسية، بالإضافة إلى مقتل 138 شخصا في الفلبين والعديد من الآخرين.
وتراوحت تقديرات الخسائر المالية جراء هذا الزلزال بين 400 و800 مليون دولار، أي ما يعادل 4.01 مليار دولار إلى 8.021 مليار دولار في عام 2022.
وبذلك، أوضح موقعنا مقدار الخسائر التي حدثت في العالم، حيث تعتبر الزلازل من أكثر العوامل المدمرة التي تسبب العديد من الخسائر في مختلف القطاعات في موقع حدوث الزلزال.