يعد الهرم الأكبر وهرم خفرع وهرم منقرع من أشهر الأهرامات التي بنيت في مصر القديمة، ولهم شعبية تاريخية كرموز لمصر القديمة في المخيلة الغربية، وقد ذاع صيتهم في العصر الهلنستي، عندما أدرج الشاعر اليوناني أنتيباتر الهرم الأكبر ضمن عجائب الدنيا السبع، وإنها إلى حد بعيد أقدم عجائب الدنيا القديمة والوحيدة الباقية في العالم، ويوضح موقعنا أسرار لا تعرفها عن أشهر الأهرامات المصرية.
سبب بناء أهرامات الجيزة:
– الأهرامات بحسب إحدى الفرضيات هي مقابر ملكية، يحمل كل منها اسم الملك الذي بناها ودفن فيها، ويعتبر البناء الهرمي مرحلة من مراحل تطور عمارة المقابر في مصر القديمة.
– ثم تطور ليأخذ شكل الهرم المدرج على يد المهندس إيمحوتب وزير الفرعون والملك زوسر في الأسرة الثالثة.
– أعقب ذلك محاولتان للملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، لبناء شكل هرمي كامل، إلا أن جانبي الهرمين ليسا صحيحين في الشكل، وهما يقعان في دهشور، أحدهما له قاعدة مسطحة، والآخر له شكل أصغر، حوالي نصف حجم الأول.
– استطاع المهندس هميونو، مهندس الملك خوفو، أن يحقق الشكل الهرمي المثالي، فقام ببناء هرم خوفو بالجيزة على مساحة 13 فدانًا، وتلاه هرم خفرع ومنقرع.
الشكل الهرمي عند قدماء المصريين:
ارتبط الشكل الهرمي عند قدماء المصريين بفكرة خلق الكون، كما كانوا يعتقدون بحسب بعض كتاباتهم ونصوصهم الدينية أن الهرم هو وسيلة تساعد روح المتوفى على الوصول السماء مع المعبود رع.
كان يعتقدون أن الشكل الهرمي من بين الوسائل الكثيرة التي يمكن أن تساعدهم في الصعود إلى السماء، ونرى أيضًا الشكل الهرمي في أعلى المسلات وبعض المقابر الصغيرة لأفراد في جنوب مصر.
عندما فكر ملوك الدولة الحديثة في بناء مقابرهم في البر الغربي في وادي الملوك وحفروها في باطن الجبل لحمايتها من السرقة، لم يتخلوا عن الشكل الهرمي الذي كان يمثل بشكل طبيعي في أعلى الجبل نفسه.
أشهر الأهرامات المصرية:
هرم خوفو:
يعد هرم خوفو أو كما يطلق عليه الهرم الأكبر نقلة حضارية في تاريخ مصر القديمة، وتم بناؤه عام 2560 قبل الميلاد للملك خوفو بعد الهرم الأحمر الذي تم بناؤه لوالده سنفرو، وهذا كان الهرم أول مشروع قومي في مصر القديمة شارك في بنائه العديد من العمال المحترفين والمزارعين من جميع أنحاء مصر.
ويعد هرم خوفو أكبر بناء تم بناؤه في ذلك الوقت، بحسب المصادر التاريخية، ويتميز بعدة خصائص فريدة، وهي:
– ترتفع زوايا الهرم بدقة وتشير إلى النقاط الأساسية للبوصلة.
– يبلغ ارتفاع الهرم 147 مترا.
– يبلغ طول كل جانب من جوانب الهرم حوالي 230 مترًا.
– يتكون قلب الهرم من الحجر الجيري الأصفر.
– يحتوي الهرم من الداخل على عدة ممرات مبنية من الحجر الجيري.
– تم بناء غرف الدفن الداخلية من كتل ضخمة من حجر الجرانيت.
– كان الغلاف الخارجي لواجهات الهرم من الحجر الجيري الباهت.
– تم قطع ونقل 2.3 مليون قطعة من الحجر لإنشاء هيكل الهرم.
– يزن الهرم الأكبر حوالي 5.75 مليون طن.
هرم خفرع:
هو أحد أهرامات الجيزة في مصر، بناه الملك خفرع رابع ملوك الأسرة الرابعة وهو ابن الملك خوفو، ويعتبر هرم خفرع الهرم الوحيد الذي يحتفظ بكسوته الخارجية، خاصة في قمته.
كما يتمتع هرم خفرع بعدة مميزات خاصة وهي:
– تم بناء هرم خفرع على مساحة 215 مترا مربعا.
– يتميز بوجود مدخلين يقعان في الجهة الشمالية.
– يبلغ ارتفاع الهرم 143 مترا.
– يبلغ طول كل جانب من القاعدة حوالي 215 مترًا.
– يحتوي على عدة ممرات وأروقة وغرف دفن خيالية منحوتة في الصخر.
– يتميز بمدخل يؤدي إلى ممر مائل وتنازلي.
– يحتوي على حجرة دفن ذات سقف جملوني مبني من الحجر الجيري، ويعتقد أنها حجرة دفن الملك خفرع.
هرم منقرع:
هرم منقرع هو آخر أهرامات الجيزة، والذي بناه الملك منقرع ابن الملك خفرع، كما سمي فيما بعد بالهرم المقدس.
هناك عدة خصائص لهذا الهرم تميزه عن غيره من الأهرامات، منها:
– يبلغ ارتفاع الهرم حوالي 66 مترا.
– حدثت عدة انهيارات أدت إلى سقوط جزء من كسوته الخارجية.
– بُني جزء منه من الحجر الجيري، والجزء السفلي من الجرانيت، وباقي الأجزاء من الحجارة البيضاء.
– مدخله من الجهة الشمالية، ويرتفع عن سطح الأرض 4 أمتار.
– يرتبط المدخل بممر نازل بطول 31 مترًا.
– في نهاية الممر المائل يوجد دهليز مبني من الحجر، ويؤدي هذا الدهليز إلى ممر أفقي متفرع، وفي أحد هذه الممرات توجد غرفة الدفن، وعثر داخل هذه الغرفة على تابوت خشبي منقوش عليه اسم الملك منقرع وبداخله موميائه، ومومياء الملك حاليا موجودة في المتحف البريطاني، كما يوجد في الجانب الجنوبي من هرم منقرع أهرامات لثلاث ملكات يعتقد أنهم كانوا زوجات الملك منقرع. الملك منقرع.
حقائق عن الأهرامات:
– اللون الرئيسي للأهرامات هو الأبيض، لكن العوامل الطبيعية أدت إلى تجريد الأهرامات من طبقة الحجر الجيري الأبيض التي كانت تغطيها، وتظهر وكأنها ألماسة من بعيد، حيث تعكس ضوء الشمس الساقط عليها.
– احتفظ هرم خوفو بلقب أطول بناء لمدة 3871 عاما، حتى أخذت كنيسة “كاتدرائية لينكولن” اللقب منه عام 1311.
– يعتبر هرم خوفو العجيبة الوحيدة من عجائب الدنيا السبع والتي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.
– يعتقد أن الهرم الأكبر قد تم تشييده من أكثر من مليوني كتلة حجرية تتراوح ما بين طنين إلى أكثر من خمسين طنًا، على الرغم من أن كيفية نقلها لا تزال لغزًا.
– يقدر المؤرخون أن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا في بناء أهرامات الجيزة، وأنهم ربما لم يكونوا عبيدًا كما كان يعتقد سابقًا، بل عمالًا مأجورين.
– على الرغم من الحرارة التي يمكن الشعور بها غالبًا في مصر، إلا أن درجة الحرارة داخل الأهرامات تظل ثابتة عند 20 درجة مئوية، وهو متوسط درجة الحرارة على الأرض.
– لم يتم العثور على أي كتابات أو كتابات هيروغليفية من أي نوع داخل الهرم الأكبر بالجيزة.
وبذلك تعتبر الاهرامات خير مثال على تطور المصريين القدماء في العديد من العلوم المختلفة، حيث يشهد التطور في الهندسة المعمارية والتشييد الذي أذهل العالم مدى المستوى العلمي الذي توصل إليه المصريين القدماء.