أعلن عدد من ضباط الجيش في الغابون سيطرتهم على السلطة ونهاية حكم الرئيس علي بونغو، وهو إنقلاب حدث على السلطة الغابونية، ويوضح موقعنا التفاصيل الخفية في إنقلاب الغابون.
إلغاء الانتخابات:
– قال الضباط في بيان من داخل مقر الرئاسة إنهم ألغوا نتائج الانتخابات التي جرت السبت، والتي فاز فيها بونجو بولاية ثالثة.
كما أعلنوا حل “جميع مؤسسات الجمهورية” و”إنهاء النظام القائم”.
– ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن بيان للجيش قوله إن الرئيس المخلوع بونغو يخضع للإقامة الجبرية مع أسرته
وطبيبه، بينما اعتقل أحد أبنائه بتهمة “الخيانة”.
فساد عائلة بونجو:
– تتهم جماعات حقوق الإنسان عائلة بونغو بالفساد والتربح، وتقول إن عائلة بونغو حولت البلاد إلى “نظام سطو”،
ونهب مواردها الطبيعية وثرواتها النفطية وغاباتها المطيرة، فيما تتهم المعارضة منذ فترة طويلة أفراد الأسرة باختلاس الأموال العامة وإدارة البلاد كما لو كانت ممتلكاتهم الخاصة.
– في عام 2017 أوقفت الشرطة الفرنسية تحقيقا استمر سبع سنوات، وبعد مرور سنوات على ثروات عائلة بونغو، تمتلك العائلة 39 عقارًا في فرنسا بالإضافة إلى تسع سيارات فاخرة.
– ذكرت وكالة فرانس برس أنه لا توجد أدلة كافية على “الكسب غير المشروع” لتوجيه الاتهام لأي من أفراد الأسرة، وأشار الصحفيون أيضًا إلى العلاقات الوثيقة والشخصية بين عائلات النخبة في الغابون كدليل على شبكات المحسوبية القوية، ووصف الموقع الإخباري الأفريقي الناطق بالفرنسية، جون أفريك، الغابون بأنها “إقطاعيات”، كما تعرض بونغو لانتقادات بسبب دوره البارز في الأوساط الماسونية، إذ كان رئيسًا للمحفل الماسوني في البلاد.
“انتخابات غير شفافة”:
أعلنت مجموعة الضباط الذين قادوا الانقلاب في الغابون أنهم يمثلون “قوات الدفاع والأمن المجتمعة ضمن اللجنة الانتقالية”.
وقال ضابط كبير في تصريح بثته القناة: “لقد قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام الحالي”.
وأضاف أن الأمر يعود إلى “الحكم غير المسؤول وغير المتوقع، والذي أدى إلى استمرار تدهور الحماية الاجتماعية، ما قد يدفع البلاد إلى الفوضى”.
وبعد وقت قصير من قراءة البيان العسكري، سمع صحفيون من وكالة فرانس برس ورويترز إطلاق نار من أسلحة آلية في عدة أحياء بالعاصمة ليبرفيل.
وكانت هناك مخاوف جدية بشأن عملية التصويت التي جرت يوم السبت، وكانت تلك المخاوف مبنية على ما حدث في الانتخابات العامة السابقة.
واشتكى مرشح المعارضة الرئيسي ألبرت أوندو أوسا من أن العديد من مراكز الاقتراع تفتقر إلى أوراق الاقتراع التي تحمل اسمه، في حين قال الائتلاف الذي يمثله إن أسماء بعض الذين انسحبوا من السباق الرئاسي لا تزال موجودة على ورقة الاقتراع.
ورأى الجيش أن تنظيم الانتخابات “لم يحترم شروط إجراء انتخابات شفافة وذات مصداقية وشاملة، كما كان يأمل الشعب الغابوني”.
وقالت مراسلون بلا حدود إن وسائل الإعلام الأجنبية مُنعت من دخول البلاد لتغطية الانتخابات.
ومع إغلاق صناديق الاقتراع، أعلنت الحكومة حظر التجول وعلقت الوصول إلى الإنترنت “لأسباب أمنية”، وذلك لمنع انتشار “الأخبار الكاذبة” و”أعمال العنف” المحتملة.
وقد شكك المعارضون في الانتصارين السابقين لعلي بونغو باعتبارهما احتياليين، وفي هذه الانتخابات، تم إجراء تغييرات مثيرة للجدل على أوراق التصويت، قبل أسابيع فقط من يوم الانتخابات.
انتخاب بونغو:
تم انتخاب بونغو (64 عاما) في عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو أونجيمبا – الذي حكم هذه الدولة الصغيرة الغنية بالنفط في وسط أفريقيا لأكثر من 41 عاما.
وفي عام 2018، أصيب علي بونغو بجلطة دماغية أبعدته عن المشهد السياسي لمدة عام تقريبا وأدت إلى مطالبته بالتنحي.
وفي العام التالي، أدت محاولة انقلاب فاشلة إلى سجن الضباط المتمردين.
الولايات المتحدة والوضع في الغابون:
– أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء الانقلاب العسكري الذي وقع في دولة الغابون بغرب أفريقيا،
وحثت الجيش الغابوني على الحفاظ على الحكم المدني.
– قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان: “نحث المسؤولين على إطلاق سراح
أعضاء الحكومة وعائلاتهم وضمان سلامتهم والحفاظ على الحكم المدني”.
وأضاف ميللر: “تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق إزاء تطور الأحداث في الغابون. وما زلنا نعارض بشدة الانقلاب العسكري أو النقل غير الدستوري للسلطة”.
– يأتي هذا البيان، الذي يتماشى مع لغة الحلفاء الغربيين، بعد ساعات من قيام الجيش في الغابون بوضع الرئيس
علي بونغو أونديمبا – الذي تحكم عائلته الدولة الإفريقية الغنية بالنفط منذ 55 عامًا – قيد الإقامة الجبرية.
– كما أعرب البيان الأميركي عن قلقه إزاء “غياب الشفافية والتقارير عن مخالفات أحاطت بالانتخابات الأخيرة”
في الغابون التي زعمت المعارضة فوزها بها.
رئيس مؤقت:
– كان قادة الانقلاب في الغابون قد عينوا قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغويما رئيسا مؤقتا للفترة الانتقالية.
ناشد رئيس الغابون علي بونغو الشعب مساعدته بعد أن أطاح به الجيش في انقلاب ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
وفي حديثه يوم الأربعاء من مقر إقامته، حث بونجو أنصاره على “التحدث بصوت عالٍ”.
– في هذه الأثناء، وُضع رئيس الغابون علي بونغو أونديمبا «تحت الإقامة الجبرية» محاطاً بأسرته وأطبائه، فيما أُلقي
القبض على أحد أبنائه بتهمة «الخيانة العظمى»، بحسب ما أفاد العسكريون الذين نظموا حملة قمع. وأعلن الانقلاب.
– جاء في بيان تلاه جنود من لجنة المرحلة الانتقالية والإصلاح على التلفزيون الرسمي أن “الرئيس علي بونغو
قيد الإقامة الجبرية، وهو محاط بأسرته وأطبائه”.
– أضاف العقيد، الذي قرأ البيان الذي أعلن فيه الجيش “نهاية النظام القائم”، أن نور الدين بونغو فالنتين، نجل الرئيس ومستشاره المقرب، إيان غيزلان نغولو، رئيس مكتب بونغو، و نائب رئيس مكتبه، وجيسي إيلا إكوجا المستشار الخاص والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة، بالإضافة إلى أهم رجلين في الحزب الديمقراطي الغابوني القوي بقيادة بونجو.
– أوضح أنه تم القبض عليهم بشكل خاص بتهم “ارتكاب الخيانة العظمى لمؤسسات الدولة، واختلاس أموال عامة
على نطاق واسع، واختلاس أموال دولية ضمن عصابة منظمة، وتزوير توقيع رئيس الجمهورية، والفساد، وتهريب المخدرات”.
– قالت الهيئة الوطنية للانتخابات إن بونغو حصل على أقل من ثلثي الأصوات، في انتخابات زعمت المعارضة أنها مزورة.
– تعد الغابون إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط في أفريقيا، بينما تغطي الغابات ما يقرب من 90 بالمائة من مساحة البلاد.
– في حال نجاح هذا الانقلاب، فإنه سيكون الثامن في المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا خلال
السنوات الثلاث الماضية.
وبذلك، تمر الغابون بمرحلة من مراحلها التاريخية الصعبة، فيجب أن يتجمع الشعب لإقرار مصير الغابون، والحد من التدهور الحادث بداخلها.